الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية

يتم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام منذ عام 2012. ويتزامن هذا التاريخ مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 اللغة العربية باعتبارها اللغة الرسمية السادسة للمنظمة، إلى جانب الصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية و الاسبانية. وقد تم تبني هذا القرار بدعم العديد من الدول العربية.
وبإضافة اللغة العربية كلغة رسمية، أدركت الأمم المتحدة أهميتها بكل تنوع أشكالها، الفصحى أو اللهجات، من تعبيرها الشفهي، مرورا بتعبيرها الكتابي الفني إلى الخط الشعري، ومؤخرا إلى الخط العربي، وقد أعطت اللغة العربية زيادة جمالية رائعة في مجالات متنوعة مثل الهندسة المعمارية والشعر والفلسفة والأغنية. فهي تمكن من الوصول إلى مجموعة هائلة من الهويات والمعتقدات. (أكثر من 440 مليون نسمة).
وبذلك تعترف الأمم المتحدة بتاريخها وبثراء روابطها مع اللغات الأخرى. هذه اللغة التي لعبت دور الناقل في نشر المعرفة، من خلال ترجمة العلوم والفلسفات اليونانية والرومانية والتعليق عليها، ونشرها، في أوروبا في عصر النهضة. لقد مكنت من إجراء حوار بين الثقافات على طول طريق الحرير، وفي العالم القديم، وداخل الإمبراطورية التي حكمت لعدة قرون.
وإدراكاً منها لثرائها، أطلقت اليونسكو على نسخة عام 2023 من هذا اليوم عنوان "العربية، لغة الشعر والفنون"، بهدف الإشادة بتألقها الشعري والفني.
ومن جانبها، لعبت الجزائر دورا هاما في تعزيز هذه اللغة في الأمم المتحدة. وكان الرئيس الجزائري هواري بومدين من أشد المؤيدين لاستخدامها كلغة رسمية في الأمم المتحدة. وفي عام 1974، حرص على إلقاء خطاب باللغة العربية خصص للقضية الفلسطينية، خلال الدورة غير العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة. كان هذا بمثابة لحظة مهمة في استخدام اللغة العربية في السياق الدولي وفي الأمم المتحدة.
وواصلت الجزائر القيام بدور فعال في تعزيز هذه اللغة في المحافل الدولية ودعم استخدامها في مختلف اللقاءات الدبلوماسية، مما ساعد على تعزيز حضور هذه اللغة وأهميتها في الشؤون الدولية.